بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد ابن عبد الله وعلى الي بيته والصحابة ومن تبعة باحسان الى يوم الدين. قال تعالى في كتابة الحكيم.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّايَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًاإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَايَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.(لقمان) ولقمان قد لا يكون نبيا فلم تثبت نبوته ومع ذالك فان القرآن الكريم يتناول هذا الرجل الحكيم بسورة من سورة..هذا العبد الصالح الذي اوتي الحكمة..وهذا من فضل الله.اراد ان يكرمه بالحكمة والبصيرة..فلقمان انسان أثار تعجب سيدنا داوود علية السلام..عندما دخل بيته ذات مرة وكان يصنع الدرع فلم يسأله لماذا يعمل على هذا اللبس..فكان يرى بان سؤاله في غير محلة..فانتظر الى ان راى الحكمة من صنعة فاثار تعجب سيدنا داوود في صمته وتأمله وعدم المبادرة في السؤال..والمراد بهذه الآية الكريمة..ان تتقوا ربكم اي ان نجعل بيننا وبين الله عنصر وقاية..فتارة يعبر القرآن عن التقوى بالنسبة الى غضب وسخط الله والى نار جهنم..وتارة تكون التقوى من الله عز علاه..فهناك فرق بين ان يخاف الانسان عذاب ربة..وبين ان يخشى ربة..المقام هي درجة عالية من درجات العرفان والاصلاح في الانسان المؤمن..فالمؤمن لا ينظر الى عذابه..بل ينظر الى موقعه في هذا الوجود..فهو كان نطفة قدرة..ويعود جيفة نتنة..والله هو مالك الملك..وطاعة الرب هو المطابق للعقل والوجدان..واذا كانت خشية المؤمن من الله عز وجلّ وخوفه من ربه (واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المؤوى) فان طريق مخالفة الهوى هي عظمة الرب في قلب الانسان..فالمؤمن يرى الشهوات والملذات صغيرة جدا لهذا لا يمانع في ترك الشهوات ابدا لاجل ايمانه بان الجنة عند الله اسمى وارقى..فعامة الناس يخافون عذاب الله..واما الخواص فهم يخافون الله بحد ذاته من دون احتساب جنة او عذاب..فملخص الحياة الانسان ان يتزوج..ومن ثم يتناسل..ويربي ولده..وقسم كبير جدا من حياة الانسان يصرفه في تربية الولد كوجود مادي..لا كانه امانة إلهيه ..والمقصود سياتي اليوم الذي لا رابطة بينك وبين ولدك..واذا نفخ في الصور لا انساب..فاين الذي كان لك سعيك ؟ لا يستطيع ان يفعل لك شيئا..وهذا لا يمنع ولا يعني ان نهمل بامر اولادنا..على العكس هذة امانة..ولكن يجب ان يكون الاهتمام بهم وفق معايير..اولا ان نعطيهم مقدار ما امر الله تعالى..ثانيا ان تكون تربيتنا لهم بدواعي إلهية ووفق الشرع..وان نزرع فيهم منذ الصغر على حب ومخافة الله..وما هو الحرام وما هو الحلال..هذا واجبنا اتجاههم..وحقهم علينا..والبعض منا يتقاعس عن البحث عن الحكمة ويتقاعس عملا وقولا بالتقرب الى الله عز وجل..بدعوى ان البيئة لا تساعده.. وان ليس هناك من يرشدةالى طريق الحق..فهو يحتاج الى مرشد واستاذ ودليل كالسلف الصالح.. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. وسر الدنيا بانها جميلة وتغري الانسان.. لأزينن لهم الارض.. فليعاهد الانسان ربه بان يعيد تقييم الحياة من جديد.. وينظر الى الدنيا بجمالها وبازواجها واولاده اعلى انه متاع مؤقت.. وليعمل صالحا ويتقي ربة..وسيكسب جنة الخلود باذن الله..والله عز وجل احب اليه الخطاءون التوابين..يغفر الذنوب جميعا..عليك بالدعوة الصادقة وبنية صافية وان تجاهد في نفسك على ان تصحح مجرى حياتك..وباذنه سيعينك ويجعل الصعب سهلا..كل شيء هالك الا وجهه..ويبقى وجه ربك ذو الاجلال والاكرام.. والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين.. صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.
ملاحظة : نرجو من جميع الاخوة المعقبين عدم نشر ايملاتهم في الزاوية الدينية وسيحذف أي تعقيب يشتمل على ايميل، كذلك نرجو ان تكون المقالات مختصرة قدر الامكان وليس دراسات مطولة.
هذه الزاوية هدفها خدمة اهلنا ومجتمعنا من خلال الكلمة الهادفة الخاطرة المفيدة. نلفت الانتباه انه في حال تم نقل مادة عن مصادر اخرى دون علم المصدر ينبغي ابلاغنا في موقع بانيت كي نزيل المادة فورا.
اتمنى ان ينال اعجابكم
تحياتي لكم