مقاومة التغيير

يُدرك علماء الإدارة أن مقاومة التغيير طبيعة بشرية تحدث في أي مكان وزمان، حيث إن الإنسان يكره إجمالاً التغيير وذلك لعدة عوامل من بينها: الخوف من التغيير، عدم الرغبة في تعلم أمور جديدة تتطلبها عملية التغيير، الخوف من فقدان مزايا خاصة بالموظف أو الإداري، إلى غير ذلك من العوامل المختلفة.

علاوة على ذلك، فإن مقاومة التغير تنسحب على مناحي الحياة المختلفة فتجدها مثلاً في الناحية الاجتماعية، حيث تخشى المجتمعات من التغيير وتسعى على مقاومته وتجنبه، مع أنه حقيقة من حقائق الحياة، ولن يستطيع أحد مقاومته أو إيقافه، مع أنه يمكن تأخيره فقط.

ولعلماء الإدارة نظريات عديدة في كيفية التعامل الأمثل لمواجهة مقاومة التغيير، لعل من أبرزها: التمهيد لعملية التغيير، وتوعية الموظفين والإداريين وعلى مختلف المستويات بأهمية ومزايا التغيير على المنشأة وعلى منسوبيها، ومستقبلها، ووضعها التنافسي، وغير ذلك.

لذا فإن عملية التغيير يجب أن تتم عبر نظريات ومفاهيم إدارية محددة يطلق عليها علماء وخبراء الإدارة "إدارة التغيير" والذي أصبح فرعاً من فروع علم الإدارة الحديث.

وأي عملية تغيير ناجحة تتطلب توفر عوامل عدة من بينها ما يلي:

@ توعية كافة المستويات الإدارية بفائدة وهدف التغيير.

@ إعطاء وقت كاف لاستيعاب عملية التغيير.

@ لا بد أن تتماشى بيئة العمل (الثقافة) مع عملية التغيير ونتائجها وأهدافها.

@ التزام الإدارة العليا في المنشأة بعملية التغيير.

@ أن تُربط عملية التغيير بنتائج ومكاسب واضحة ومحددة.

لذا نجد أن تجارب التغيير الناجحة ربطت عملية التغيير بنتائج وأهداف اقتصادية للمنشأة ومستقبلها، وبالتالي للعاملين فيها مما أوجد حافزاً ودافعاً قوياً لدى العاملين لتقبل وإنجاح عملية التغيير لإدراكهم واقتناعهم بها.

ولعل من أبرز تجارب عملية التغيير الناجحة تجربة شركة LG الكورية فقبل نحو 17عاماً لم يسمع أحد بشركة LG، بينما نجد في الوقت الراهن أن هذه الشركة من أنجح الشركات في العالم، كما أن مبيعاتها تبلغ رقماً كبيراً على المستوى الدولي.